اليوم يتمّ زعيم الكوميديا، النجم عادل إمام، عامه الـ 77 ومهما إختلفت أو إتّفقت معه، يبقى هذا النجم أيقونةً لم ولن تتكرّر.

له مشوار طويل يتناقله كل لسان، فهو حقّاً "الزعيم" الذي وصل الحال بسبب نجوميته وشهرته إلى ربط إسمه بإسم مصر، فعندما تذكر مصر في دولٍ عربيّة، يقولون: "عادل إمام"!

أنا الزعيم

مراحل مهمّة عاشها "الزعيم"، فهو لم يصل إلى ما هو عليه الآن بسهولةٍ، بل من خلال مشوار يزيد عن 50 سنة، من كومبارس إلى ممثّل فرعي، إلى صاحب أدوار ثانية، ثمّ مشاركاً في بطولات، إلى أن أصبح بطلاً، ليكون زعيماً!

1- "بلد بتاعة شهادات صحيح"

لم يكن الظهور سهلاً، ولكن كان هناك إيمان بموهبته من إثنيْن، هما أساتذته الفنان الكبير فؤاد المهندس والمنتج سمير خفاجي، لتكون الإنطلاقة الحقيقيّة بعد مرحلة "المرمطة" في مسرحيّة "أنا وهو وهي" مع المهندس والنجمة شويكار، حيث قدّم دور "دسوقي" صاحب العبارة الشهيرة "بلد بتاعة شهادات صحيح".

2 "مدرسة المشاغبين".. تحوّل 180 درجة

في بداية السبعينيّات، كان التحدّي صعباً.

مسرحيّة معقّدة بكلّ المقاييس، تدقّ ناقوساً للخطر، مفادها: "إحذروا التعليم في خطر، و يحتاج إلى وقفة.. سنخسر أهم شيء لدينا، الأجيال الجديدة".

المسرحيّة تتحدّث عن التحوّل الذي يُهدّد التعليم الذي كانت مصر تتميّز به، حيث حدثت تحوّلات لم يتوقّف أمامها أحد!

فجاءت "مدرسة المشاغبين" لتقدّم القضيّة المعقّدة برسالةٍ بسيطة في رائعةٍ قادها عادل إمام، وسعيد صالح، ويونس، شلبي، وأحمد زكي، وحسن مصطفى، وسهير البابلي.

نجاح منقطع النظير، ولكن ضجّة كبيرة وإتّهامات وُجّهت إليه ولزملائه بأنّهم يفسدون التعليم و يجعلون الطلبة يتجرّأون على التطاول على المدرّسين.

فكان الرد: "توجّهوا إلى المدارس.. يبدو أنّكم لا تعلمون شيئاً عمّا يحدث!".

3- فتح الطريق لنجوم كبار.. و ظلّ يبحث عن البطولة

عادل إمام، الذي أخذ السلّم من أوّله، واجه في مشواره بعد التمثيل لسنواتٍ، أزمة عندما إكتشف أنّه قدّم شباباً كانوا مغمورين لمخرجين في أدوارٍ سينمائيّة ودراميّة، و إستطاعوا أن يصلوا إلى مواقع النجوميّة والبطولة قبله، و أصبحوا نجوماً للشبّاك، في حين أنّه كان يحصل على أدوارٍ ثانويّة.

وعلى لسان "الزعيم"، حكى أنّه رشّح الفنان نور الشريف عندما كان طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحيّة، بينما كان هو ممثّلاً، للمسؤولين عن فيلم "قصر الشوق"، وهو الدور الذي إعتذر عنه، لينفتح طريق النجوميّة لنور الشريف سريعاً و يصبح نجم شباك.

4- أخيراً.. النجم الأوّل والدائم

في نهاية السبعينيّات، وضع "الزعيم" قدمه على طريق الإنفراد بأعمالٍ تتصدّر الشباك، فهو نافس نفسه عندما قدّم "إحنا بتوع الأتوبيس".
ثمّ جاءت مرحلة "الحريف" و حصد الإبهار في "حب في الزنزانة"، "المتسول"، ليمرّ بزلزال "الأفوكاتو"، و يمسك بيده باب سينما الثمانينيّات بـ"الإنس والجن"، "الهلفوت"، "سلام يا صاحبي"، "كراكون في الشارع"، "النمر والأنثى"، و"المولد".

5- موت والدته قصم ظهره

أصعب لحظةٍ في حياته على الإطلاق كان فراق والدته الذي تسبّب له في صدمةٍ نفسيّة بعد رحيلها. فهي كانت إمرأة بسيطةً، ولكن مثقّفة وواعية في الوقت نفسه. 

صدمة الوفاة، جاءت بعد رحيلها بأسابيع، فكانت "السكينة سارقاه"، ولكنّه فجأة وفي أحد الأيّام، وقف بسيّارته في الشارع، و ظلّ يبكي بعد أن تحمّل خبر رحيلها.

6- على موعد مع السجن

في ثمانينيّات القرن الماضي، قدّم عادل إمام فيلمه الشهير "الأفوكاتو"، الذي يجسّد فيه شخصيّة المحامي سيّئ السمعة، الذي يتلاعب بالحقيقة و يحوّل الباطل إلى حق بشخصيّة "حسن سبانخ"، ليتفاجأ بدعوى قضائيّة أقامها 150 محامياً ضدّه، وكانت أمام دائرة المستشار مرتضى منصور، الذي أصدر حكماً بسجن عادل إمام سنة مع الشغل.

ووسط الأزمة، أصدر المحامي العام لنيابات الجيزة قراره بوقف تنفيذ الحكم، فأعلن مرتضى منصور إستقالته من القضاء.

والأمر لم يتوقّف هنا، بل قال عادل إمام في حوارٍ له إنّ مرتضى طلب منه رشوة، فقام الأخير بإقامة دعوى بتهمة السب والقذف ليربحها بسجن عادل إمام لمدة 6 أشهر وتعويض مليون جنيه.

وهنا، تدخّلت شخصيّات سياسيّة يُقال وقتها إنّه على رأسهم كان رئيس الجمهورية حسني مبارك، ليتنازل مرتضى منصور مقابل إعتذار عادل إمام في صحف، "الأهرام والأخبار والجمهورية".

7- أسيوط الثمانينيّات... وما أدراك ما أسيوط

في الثمانينيّات، كانت محافظة أسيوط خارج قبضة الدولة، وأُعلن فيها إنفصال من متشدّدين، و بات الإرهاب سيّد الموقف، فتعطّلت الحياة و حرقت الجماعات المسارح والسينمات، و ظلّ الناس محبوسين خوفاً ورعباً في منازلهم.

فخرج عادل إمام للدولة مطالباً بالذهاب إلى أسيوط لعرض مسرحيّة "الواد سيد الشغال"، حتى يتمرّد الناس على الخوف و يخرجوا من بيوتهم.

تحدّى "الزعيم" و ذهب إلى هناك وسط تأكيداتٍ بمقتله، ولكنّه عرض المسرحيّة و خرج الناس إلى الشوارع ترحيباً به، ولم يعودوا لها مرّةً أخرى كسجناء.

8- وضعه على قوائم الاغتيال

في شدّة الإرهاب في التسعينيّات، قدّم إمام أفلاماً لمواجهة الجماعات الإرهابيّة، وعلى رأسها "الإرهابي" و"طيور الظلام" الذي توقّع فيه مع الكاتب وحيد حامد منذ 21 عاماً الصراع على السلطة الذي جاء بعد ثورة 25 يناير بين أنصار الحزب الوطني وجماعة الإخوان.

وعلى أثر ذلك، تمّ وضعه بالفعل في صدارة قائمة الإغتيال. 

9- ثورة 25 يناير... إتّهامات وتكفير

حسبه البعض على نظام مبارك على الرغم من إنتقاداته التي كان يوجّهها للنظام في أعماله السينمائيّة والمسرحيّة.

ومع قيام ثورة 25 يناير، تمّت محاصرته بأنّه "فلول"، أي داعم للنظام السابق، في حين خرجت جماعات متشدّدة شاركت في السلطة وقتئذ بتكفيره وإحلال دمه. 

10- ودّع السينما فإكتسح الدراما

بعد 25 يناير، سقطت صناعة السينما، فكان الحلّ هو أن يجلس "الزعيم" في المنزل.

ولكنّه تحوّل إلى الدراما ليظل مهيمناً منذ عام 2011 حتى الآن على دراما رمضان، و يظلّ "الزعيم".

هذا ما قالت عنه كل من لبلبة ويسرا

أكثر نجمتيْن مقرّبتيْن له و حقّقتا معه ديو ناجحاً، كانت كل من الفنانة يسرا والنجمة لبلبة.

فماذا قالتا له عبر "يلافيد" في عيد ميلاده؟

يسرا توجّهت إليه قائلةً: "أنت ضحكة مصر الكبيرة.. تعلمنا منك كل شيء.. وسنظل نتعلم منك.. ربنا يخليك لينا يا زعيم".

أمّا النجمة لبلبة، فقالت: "العمر يُحسب بك.. أنت أيقونة مصر وروحها.. ربنا يخلي ضحكتك للملايين".