يتّخذ بعض الأشخاص قراراً يميّزهم عن الآخرين بعدم استهلاك المواد ذات الأصول الحيوانيّة، ويفضّلون بالتالي أن يكونوا نباتيّين في الوجبات التي يطلبونها أو يعدّونها.

لكنّ إحدى الشابات التي تعيش في دبي قرّرت أن تأخذ الأمر إلى مستوىً آخر، بقيامها بتعديلاتٍ جذريّة على سيّارةٍ فارهة اشترتها كي "تكون" بدورها نباتيّة.

فلعلّ إتّخاذ قرار بمقاطعة جميع المنتجات الحيوانيّة، وليس فقط المأكولات مثل اللحم والسمك والبيض والحليب، ليس بالأمر السهل، لكنّ الإرادة التي أظهرتها ريا بندرا، ذات الأصول الهنديّة، تخطّت المعقول.

وطبعاً تلقّت المساعدة من الإمارات العربيّة المتحدة التي توفّر العديد من البدائل بشكلٍ مفتوح في الأسواق بجميع أنحاء الدولة.

إستبدال قطع في السيارة

قبل حوالي العام، إشترت بندرا سيّارةً فارهة من نوع "ليكوكس أن أكس 200" تقارب قيمتها 50000$، إلّا أنّ العديد من المكوّنات داخل السيارة تعود إلى أصولٍ حيوانيّة مثل الجلد الذي يغطّي المقود والمقاعد وحتى كشافات السيارة واللوحة الداخليّة للسيارة. 

واليوم، باتت السيّارة عينها تسير على الطريق بتصميمٍ داخلي "صديق للنباتيّين"، إذ أصبحت اللوحة الداخليّة مصنوعةً تماماً من الخشب المُعاد تصنيعه، والأضواء تمّ استبدالها بتقنيّة "أل. إي. دي."، والمقود الجديد بات مصنوعاً بمزيجٍ من الجلد الصناعي بتكلفةٍ تعدّت لوحدها الـ8000 دولار أميركي. 

وتقول الشابة البالغة من العمر 27 عاماً، إنّ قرارها بتغيير التصميم الداخلي لسيّارتها يأتي من منطلق مناهضتها تعذيب الحيوانات ومقاطعة المنتجات ذات أصولٍ حيوانيّة: "واليوم أنا على مسافة من اللحوم، والجلود، والبيض، كما الأجبان والألبان، بالإضافة إلى العسل والفرو وصولاً إلى الحرير والصوف والمنتجات التجميليّة التي تستخدم الدهن الحيواني".

السوق الإماراتي المساعد

أوضحت بندرا وفق تصاريحٍ أدلت بها لصحيفة "أكسبرس"، أنّ التنوّع الكبير المتواجد في الإمارات بسبب تعدّد الثقافات والخلفيّات الدينيّة، أوجد سوقاً واسعاً من المنتجات التي يقوم بعضها على المكوّنات النباتية. 

ولعلّ القرار الذي اتخذته لنفسها الشابة الهنديّة، بالإضافة إلى الواقع المساعد في هذا البلد الخليجي، جعل ممكناً على أقربائها الانضمام أيضاً للابتعاد عن المنتجات الحيوانيّة، مع العلم أنّ عائلتها تأتي من منطقة بنجاب الواقعة بين الهند وباكستان، والمشهورة بأكل اللحوم.

تباين في الآراء ولكنّ الأموال هي الأساس

على الرغم من أنّ قرار تغيير نوعيّة حياتها بالإضافة إلى تعديل تفاصيل سيارتها الخاصة، هو أمر شخصي تماماً، إلّا أنّ العديد من الذين سمعوا بهذا الخبر، أبدوا ردود فعلٍ متباينة. 

فقرارات دعم التوجّه إلى الحياة النباتيّة لا بدّ أن يلقى صدى إيجابيّاً لدى العديد من المدافعين عن حقوق الحيوانات، من دون نسيان الجالية الهنديّة الواسعة التي تقاطع النسبة الأكبر منها اللحوم. ولكن في المقلب الآخر، عمد العديد من مستخدمي منصّات التواصل الإجتماعي إلى إبداء رأيهم بهذه الخطوة، إمّا عن طريق التأكيد بوجود خياراتٍ أخرى مساعدة للقرار "النباتي"، أو الإشارة إلى أنّ الأمر مجرّد وسيلة لصرف المبالغ السهلة التي على ما يبدو استطاعت ريا بندرا الوصول إليها. 

ويقول بن براندستون لـ"يلافيد"، إنّه لو كان هو من يمتلك هذه السيّارة وهذه الأموال، لكان صرف الـ8000 دولار على تغيير المقود من الجلد إلى أي مواد أخرى تخفّف من السخونة التي يصل إليها المقود في الصيف، فيتجنّب بالتالي حرق يديْه أثناء القيادة، من دون أدنى تفكيرٍ بالمسألة النباتيّة. 

أمّا كنان جرجوس، فيرى أنّه كان بإمكان هذه الفتاة، "التي يبدو أنّها تمتلك المال"، الحصول على سيّارةٍ صديقة للبيئة تماماً، تعمل ربّما على الطاقة الكهربائيّة أو الطاقة الشمسيّة/ وتكون بالتالي صديقةً للحيوانات أيضاً.