قليلاً ما نسمع بملكة جمالٍ تشقّ طريقها بعد المسابقة في مجالاتٍ غير عرض الأزياء أو التمثيل أو تقديم البرامج وما شابه من الأعمال الترفيهيّة.
ولكن إحداهنّ إختارت لنفسها طريقاً آخر بعيداً كل البعد عمّا قد نتوقّعه أو ما قد تختاره نظيراتها من الحسناوات الفائزات باللقب الجمالي.
وبالفعل، ما هي إحتماليّة أن تتّجه شابة جذّابة نحو العمل في مجال الإرهاب والقرصنة؟!
من ملكة جمال إلى محارِبة إرهاب
ملكة جمال الأردن 2010 لارا عبداللات التي تبلغ من العمر 34 عاماً، تعمل كناشطةٍ في خرق الحسابات الإلكترونيّة للجماعات الإرهابيّة والإرهابيّين على مواقع التواصل الإجتماعي، وتحديداً على فايسبوك وتويتر ومواقع التدوين.
و تعمل لارا مع "Ghost Security"، مجموعةٌ تعمل في القرصنة و ترتبط إرتباطاً وثيقاً مع مجموعة القراصنة "أنونيموس".
و تهدف المجموعة إلى القضاء على الوجود الإلكتروني للجماعات الإسلاميّة المتطرّفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة والنصرة وتنظيم بوكو حرام، عبر عرقلة تجنيدهم والحدّ من قدرتهم على تنظيم الجهود الإرهابيّة الدوليّة.
من هواية إلى هدف إنساني
وقالت لارا لـ "يلافيد" إنّ القرصنة كانت هواية تمارسها إذا كان لديها وقت فراغ لكنّ محاربة الإرهابيّين إلكترونيّاً كانت قصةً مختلفة.
فقد بدأت لارا نشاطها في قرصنة الحسابات الإرهابيّة منذ أن قام داعش بخطف الطيّار الأردني معاذ الكساسبة في أكتوبر 2014 في الرقّة.
و تقول لارا إنّها منذ ذلك الحين أصرّت على فعل أي شيءٍ لمواجهة الجماعات المتطرّفة، فتحدّثت مع أحد أصدقائها في "أنونيموس" كي تعمل لإنقاذ الطيّار الأردني الذي لقي حتفه عندما أحرقه التنظيم في فبراير 2015.
لكنّ ذلك لم يُفقد عبداللات الأمل بل كرّست سنتيْن من حياتها كي تحارب الإرهاب إلكترونيّاً عبر الكشف عن شبكات التجنيد الخاصة بالمتطرّفين ، وعناوين الـIP والمحادثات التي تدور بينهم.
المسلمة الوحيدة التي تعمل لدى مجموعة "GhostSec"
و تُعتبر لارا المسلمة الوحيدة التي تعمل لدى مجموعة "GhostSec".
و قضيّة لارا مع الإرهاب شخصيّة لأنّها إبنة أب أردني وأم سورية-تركيّة، لذلك تهدف لارا في عملها إلى أن تقدّم صورةً صحيحة عن الإسلام.
و يحتاج عمل ملكة الجمال الأردنيّة جهداً كبيراً لأنّ تعاونها مع المجموعة يشمل شبكة "الويب العميق" و "داركنيت" - أجزاء من الإنترنت غير مفهرسة أو مخفيّة من محرّكات البحث لنشاط الدولة الإسلاميّة.
التبليغ عن الأشخاص والعمليّات المكتشفة
و قالت لارا لـ "يلافيد" إنّ المجموعة تقوم بالتبلبغ عن أي عمليّة إرهابيّة إلى وكالة إستخباراتٍ معيّنة ليتمّ الكشف عنها.
و تكشف عبداللات إنّها عملت على إحباط عمليّةٍ إرهابيّةٍ في منطقة سوسة بتونس كانت ستُودي بحياة 300 سائح، وبهذه الخطوة تمكّنت الجهات المختصّة من سجن 7 أشخاصٍ تابعين لداعش.
و تُضيف قائلةً إنّها كانت على علمٍ بهجوم بروكسيل لكنّها لم تستطع تحديد الموقع الأساسي للعمليّة، وكانت أيضاً على علمٍ بالعمليّات الإرهابيّة التي ضربت باريس في نوفمبر 2015 قبل يومٍ من حدوثها لكنّها لم تستطع تحديد الموقع أيضاً بسبب ضيق الوقت.
ماذا يُخبّئ لها المستقبل؟
وهذه العمليّات التي لم تستطع لارا تحديد مواقعها، سبّبت لها كآبة حادّة، لكنّ ذلك لم يمنعها من إستكمال حياتها.
فتبتعد لارا حاليّاً عن القرصنة و تُركّز على كتابها الجديد الذي يحكي أحد قصصها عن مواجتها لداعش.
و تعمل أيضاً على دورها في فيلمٍ جديد من كتابتها سيضمّ ثلاثة أشخاص من فريق عمل الفيلم الأردني "ذيب" الذي ترشّح لجائزة أوسكار عام 2016 .
ويحكي الفيلم قصة لاجئين يحاولون الهرب من داعش.
وبذلك، تكسر لارا جميع الصور النمطيّة التي تلاحق لقب ملكة الجمال و تجمع الذكاء والجمال والإنسانيّة معاً.