مرّت 6 سنواتٍ من حربٍ تعدّدت أطرافها و تمزّقت سوريا الجميلة على أثرها، و كانت كفيلة بترك وجعٍ في القلوب، وجرحٍ لن يندمل إلّا إن عادت كما كانت، وأفضل.

وعلى طول هذه السنوات، سرقت الحرب من سوريا أشياءً عدّة، وفي ما يلي، سنرصد 4 أمور فقدها أهل حلب بسبب المعارك الطاحنة فيها:

الإستقرار...نفسيّاً وماديّاً

لم تبقِ الحرب عائلةً على حالها، إذ فضّل كثيرون ترك حلب والإتّجاه إلى أماكن داخل سوريا أو خارج الحدود السوريّة. 

ولا يوجد رقمٌ دقيق يرصد بوجهٍ عام أعداد النازحين من سوريا، إلّا أنّ منظّمات ترجّح أنّ 11 مليون سوري إضطرّتهم ظروف الحرب لمغادرة منازلهم، سواء لأماكن أخرى داخل سوريا أو خارجها، غير القتلى الذين سقطوا بين أفراد العائلة الواحدة. 

ووفقاً لدراساتٍ، تغيّرت الطبيعة الديموغرافيّة لسوريا عموماً بعد الحرب، إذ إرتفعت نسبة النساء والأطفال عن نسبة الرجال. 

و يعيش سكّان حلب في ظلّ الحرب في وضعٍ إجتماعيٍّ صعب، إذ تنقطع عنهم المياه والكهرباء لأسابيع، وقد تصل في بعض الأوقات إلى أشهرٍ، ما إضطرّ بعض الأحياء لإستخدام خزّانات ومولّدات لضمان توفير المياه والطاقة لساعاتٍ محدّدة يوميّاً، وذلك بخلاف إنقطاع الإتصالات والإنترنت.

وإنخفضت قيمة الليرة السوريّة أمام الدولار، إذ كان الدولار، قبل الحرب، يساوي 50 ليرة، واليوم، وصل سعر الدولار لنحو 500 ليرة سوريّة.

الكثير والكثير من الآثار

بحسب اليونيسكو، تضرّر نحو 121 مبنى تاريخيّاً في حلب، من بينها بوّابة قلعة حلب، وكذلك أبواب سور المدينة، و تأثّرت بعض المباني المعماريّة الإسلاميّة، وكثير من المنازل التاريخيّة مثل بيت الوكيل

و طال الضرر أيضاً مئذنة المسجد الأموي، و تضرّر بناء المسجد وزخرفاته الإسلاميّة، كما تمّ تفكيك المنبر الخشبي و نُقل لمكانٍ مجهول. 

كما و كان فندق قلعة كارلتون وجهةً سياحيّة مميزة قبل الحرب، إلّا أنّه أُغلق بعد الأضرار البالغة التي لحقت به.

الإكتفاء الذاتي من الصناعات

كانت حلب قبل الحرب، مركزاً تجاريّاً هامّاً، وكانت المدينة الصناعيّة الأولى، حتى أنّها عُرفت بـ"صين الشرق"، إلّا أنّ ظروف الحرب التي بدأت في محافظة حلب عام 2012، حالت دون إستمرار ذلك. 

فبخلاف تهدّم كثير من المصانع، يتعذّر توفير الطاقة اللازمة لتشغيل المصانع في ظلّ الظروف الراهنة، ما أدّى لتوقّفها كلّها، وتسريح العاملين بها.

السوق القديمة

يرجع البعض تاريخ السوق القديمة في حلب إلى القرن الرابع قبل الميلاد، إذ يُروى أنّ صفوفاً من المحال قد بُنيت بطول الشارع المستقيم. 

و يعدّ السوق القديم من أجمل وأفضل الأسواق في الشرق، لبنائه المميّز والجو الذي يتمتّع به.

لكنّ الحرب أتت على السوق القديمة، و دُمّرت الغالبيّة العظمى من محلّاتها.