امتلاك مجموعة نادرة من الأوراق النقديّة أو العملات المعدنيّة ليس بالأمر السهل، لا سيّما المقتنيات اللافتة للنظر.
ومن بين تلك المقتنيات، أكبر ورقة نقديّة في العالم وعملات معدنيّة عليها صور لأشهر القادة المسلمين وحتى شخصيّة "العم دهب" الشهيرة، في مدينة دبي!
استطاع موقع "يلافيد" العثور على رجل أعمالٍ إماراتيٍّ يدعى عمران الشرهان، الذي اشتهر في الفترة الأخيرة عبر عمله في شركة "ليف" التي يمتلكها، بإصدار عملاتٍ نقديّة تحمل صوراً لأشهر الشخصيّات العالميّة.
15 تصميماً مختلفاً
على الرغم من عدم الحصول على إجابةٍ مباشرة من شركة "ليف" التي يمتلكها الشرهان، إلّا أنّ الأخير كان قد أوضح في تصاريح سابقة أنّ انطلاقه للحصول على امتياز صك العملات، يأتي من شغفه بالعملات القديمة وهواية جمعها، بالإضافة إلى أنّ عمله سابقاً كمصرفيٍّ قد حثّه على السير في هذا المجال.
وبحسب الموقع الرسمي للشركة، يتمّ إصدار 15 مصكوكة معدنيّة تتوزّع ما بين صورة صلاح الدين الأيوبي، العم دهب، سفينة ستار تريك الفضائية، وغيرها من التصاميم المميّزة، ويتراوح سعرها بين 70$ وحتى 200$، فيما تغطيتها الذهبيّة تناهز 2 دولار أمريكي.
يؤكّد موقع "ليف" عبر المعلومات المنشورة، على إمكانيّة الهواة في الحصول على مجموعةٍ مميّزة من هذه العملات النقديّة، إلّا أنّه في المقابل، يشير متخصّص آخر إلى أنّ هذه المقتنيات ليست رسميّةً، وبالتالي هي لمجرّد الرفاهية.
مميّزات العملات الرسميّة
"كي تكون هذه العملات رسميّة، يجب أن يتمّ إصدارها من المصارف المركزيّة أو من البنوك الموكلة القيام بذلك من قبل السلطات الرسميّة"، وفقاً لصاحب مكتب "نوميسبينغ" في دبي، الهندي رامكومار، المتخصّص بجمع العملات من أوراقٍ ونقود معدنيّة.
رامكومار الذي يمتلك أكبر عملةٍ ورقيّة نقديّة في العالم، خصّ "يلافيد" بلقاءٍ للتحدّث عن العملات النقديّة واختلافاتها.
وقال إنّ العملات المعدنيّة منتشرة منذ آلاف السنوات، وباتت هناك اليوم العديد من الشركات والمنتجعات السياحيّة التي تنتج عملاتها المعدنيّة الخاصة بها على سبيل التذكارات، إلّا أنّ العملات التي يمكن التداول بها في الأسواق، لا بدّ من أن تكون صادرةً من قِبل الحكومة.
هذا وأكّد صاحب "نوميسبينغ" أنّه عندما تصدر الدولة، أو مصارفها بالوكالة، عملاتٍ نقديّة، فإنّها تدخل إنتاجها رسميّاً في مجلّدات دوليّة للعملات، في حين أنّ ما يتمّ إصداره بصورٍ وزخرفات على واجهة النقود المعدنيّة، فهو لا تكون سوى نوع من البدع الجميلة للتميّز لا غير.
تذكار لحقبةٍ تاريخيّة في الفيليبين
وعن الورقة النقديّة الأكبر في العالم، أشار كامكومار لـ"يلافيد" إلى أنّ التاريخ الذي تحمله هذه الورقة هو أبعد ممّا يمكن توقعه، إذ أنّ مصدرها يعود إلى الفيليبين، عندما أرادت الحكومة في العاصمة مانيلا عام 1998 الاحتفال بمرور 300 عام على الاستقلال من الحكم الإسباني، فتوجّهت أنظارهم نحو العملة الورقيّة الأكبر في العالم.
الخيار وقع على عملة صينيّة، تعرف إلى جانب حجمها الكبير آنذاك (22.5 سنتم x 33.5 سنتم)، كونها الأقدم في العالم حيث تمّ إصدارها من قبل حضارة المينغ عام 1368، فكان القرار بإصدار ورقة 100.00 بيزوس النقديّة بحجم أكبر عن نظيرتها الصينيّة بإنشٍ واحدٍ (2.54 سنتم)، في عام 1990.
وصدرت حينها 1000 ورقة نقديّة تذكاريّة تمّ بيع معظمها لهواة جمع المقتنيات بقيمة 180000 بيزوس، أي 3700 دولار أميركي، فيما تحظى الورقة النقديّة المتواجدة في الإمارات بالرقم التسلسلي "92".
وما تتميّز به هذه العملة الورقيّة عن باقي الـ999 المنتشرة حول العالم، هو كونها لا تزال محفوظة في علبتها الزجاجيّة الأصليّة الخاصة بها، بالإضافة إلى امتلاك شهادة من حاكم المصرف الفيليبيني كما نسخة أصليّة عن شهادة كتاب غينيس للأرقام القياسيّة، التي عادةً لا تُعطى لأحدٍ غير المصرف نفسه، صاحب الإنجاز.
رحلة البحث عن الكنز
وعن إمكانيّة انتقال ملكيّتها للآخرين، يلفت كامكومار إلى أنّه استطاع الحصول على هذه الورقة النقديّة في 2008 بعد عمليّة بحثٍ إستمرّت 4 سنوات.
وبطبيعة عمل هواة جمع المقتنيات، فإنّ القطع التي يمتلكونها تتحرّك باستمرار، ولا أحد يستطيع الزعم بأنّه المالك الأخير، ولا بدّ أن يأتي شخص ما مقترحاً سعراً مناسباً للحصول عليها، موضحاً لـ"يلافيد" أنّ السعر المطروح حاليّاً لا يقل عن 150000 درهماً إماراتياً، (40900 دولار أميركي).
أمّا عن كيفيّة حصوله عليها، يسرد أنّه في 2004، لمح هذه الورقة النقديّة منشورة على الإنترنت، فعمل آنذاك على تقصّي مكان وجودها، انطلاقاً من مكان عمله في المجال النفطي الذي يوظّف عدداً كبيراً من الفلبينيّين.
إلّا أنّه للأسف، قرابة 90% منهم لم يكونوا قد سمعوا بهذه العملة، ليصل به الجهد المضني أخيراً إلى صاحب مقتنيات في الفيليبين، كان يمتلك إثنتيْن.
فعرض واحدةً منها للبيع حيث أرسلت بعدها إلى دبي داخل علبةٍ فاخرة بألوان العلم الفيليبيني الأزرق والأحمر والأصفر، برفقة شهادة المصرف، واستطاع الحصول لاحقاً على شهادة "غينيس".
ومع الحجم الكبير الذي تتميّز فيه هذه الورقة، يمكن الانتباه إلى كامل التفاصيل التي تخفيها، كما ملاحظة العلامات الـ21 الأمنيّة التي تمّ تضمينها في عملة 100000 بيزوس التذكاريّة عند طباعتها في ألمانيا، مع العلم أنّ أكبر عملة نقدية متداولة اليوم بين أيدي الناس في الفيليبين، تصل إلى 1000 بيزوس فقط.
ويشار إلى أنّه يمكن تفقّد هذه العملة المميّزة، بالإضافة إلى الأوراق والعملات الأخرى النادرة في مكتب "نوميسبينغ" بمنطقة ديرة في دبي خلال أيّام الأسبوع منذ الساعة العاشرة صباحاً وحتى السابعة مساءً.