بالطبع تذكرون آخر أيّام الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، التي شهدت واقعة ضربه بالحذاء من جانب الصحفي العراقي منتظر الزايدي.

هذا الصحافي حصد شهرةً واسعة خلال زيارة الوداع للرئيس الأميركي الأسبق إلى العراق، بعد تدميرها في حرب الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. 

منتظر الزايدي أصبح واحداً من أشهر الصحفيّين في العالم بعد هذه الواقعة التي شاهدها مئات الملايين على الهواء مباشرةً...

فأين وصل به الحال بعد 8 سنوات من فعلته التي وصفها البعض بأنّها "ممارسة للديمقراطيّة التي تدعو إليها الولايات المتحدة"؟!

الزايدي لموقع يلافيد: إذا عاد بي الزمن، سأضربه بالحذاء مجدّداً

في الحديث مع منتظر، سألناه: "إذا عاد بك الزمن، هل ستقبل مرّة أخرى على ضرب بوش بالحذاء؟"، فكان ردّه: "أكيد سأكرّرها مرّة أخرى، وهذا الكلام هو ما أدليت به أمام قاضي التحقيق عند محاكمتي بعد هذه الواقعة".

و أكّد الصحفي العراقي أنّ سبب ضربه للرئيس بوش بالحذاء، هو الإنتقام للعار الذي جلبه لأبناء وطنه بعد أن روّج قبل زيارته وقتئذ أنّ العراقيّين سوف يستقبلونه بالورود عند وصوله بغداد. ولذلك، كان من الضروري أن يكون هناك ردّ على ذلك بضربه بالحذاء.

العرب عيّرونا بسبب "ورد" بوش

أوضح الزايدي في تصريحاتٍ خاصة أنّ "الإخوة العرب كانوا يعايرونهم كعراقيّين، وصدّقوا كلام بوش بأنّنا سنستقبله بالورود بعد أن دمّر بلادنا ونهبها، وبعد ان شرّد أطفالنا ونساءنا"، لافتاً إلى أنّ الإحتلال الأميركي كسر كل القيم الإجتماعيّة والأخلاقيّة والأعراف الدوليّة.

كما و أشار إلى أنّ أميركا دخلت إلى العراق بحجّة إمتلاك البلاد أسلحة دمار شامل، فلم يجدوا أياً منها، ثم لجأوا إلى حجّةٍ ثانية حول ما أسموه العلاقة بين نظام صدام حسين وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأحداث 11 سبتمبر. 

وعندما لم يجدوا دليلاً على ذلك، تحدّثوا عن نشر الديمقراطيّة المزعومة.

تأثّر بمعاناة الأرامل والأيتام في حرب العراق

الزايدي دخل في موسوعة الصحفيّين الأشهر في العالم بواقعة الحذاء، بغضّ النظر عن الإتّفاق أو الإختلاف معها.

لكن ما لا يمكننا نكرانه، هو أن ما حدث كان رد فعل من عراقي وجد أبناء شعبه إما قتلى أو مشرّدين، ورأى بلاده وقد دمّرتها الحرب والخراب وما زالت تعاني حتى اليوم. 

ويشار إلى أن الزايدي أعدّ الكثير من التقارير التي تركّز على محنة الأرامل والأيتام والأطفال بسبب الحرب على العراق، الأمر الذي أثّر عليه كثيراً و دفعه لـ"رشق بوش بالحذاء".

لماذا إستقرّ في لبنان بعد خروجه من السجن؟!

تم الحكم على منتظر الزايدي بالسجن 3 سنوات، بتهمة "إهانة ضيف"، لكنه قضى 9 أشهر في السجن بعد تخفيف الحكم عليه. 

وبعد الإفراج عنه، غادر الزايدي العراق لأنه تعرّض لمضايقات ومخاطر هدّدت حياته، وهو يستقر اليوم في لبنان حيث كوّن أسرته ويواصل دفاعه عن القضيّة العراقية.

سيعود إلى العراق لدعم النازحين في الموصل

وقرّر الزايدي العودة إلى العراق خلال الأيّام القليلة القادمة في محاولةٍ للإستقرار هناك في حال عدم وجود مخاطر على حياته، إذ سيعود بحملةٍ لإغاثة النازحين في الموصل.