تستمر معارك العلماء البيولوجيين من أجل المحافظة على ما تبقى من كائنات حية على كوكب الأرض، في حين سجلت السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الحيوانات المنقرضة أو المعرّضة لخطر الإنقراض، من بينها حيوان "خروف البحر".
وقد لا تعتبر مسألة انقراض الحيوانات بالأمر الجديد، إلا أن ارتفاع معدلات اختفاء الكائنات الحية بسبب نشاطات الإنسان بشكل أساسي، يدقّ ناقوس الخطر بانهيار النظام البيئي.
وبحسب إحدى دراسات "مركز التنوع البيولوجي" الأميركي، فمع مغيب كل شمس، يفقد كوكب الأرض 10 أنواع جديدة من الكائنات الحية، فيما تحمل قائمة الكائنات الحية المعرضة للإنقراض حالياً ما يقارب 20000 نوع من النباتات والحيوانات، من بينها "خروف البحر".
ولعل الخطر الأبرز على حياة هذا الحيوان، هو شباك الصيادين ومراكبهم، إضافة إلى تدمير مكان تواجده أي الأماكن الغنية بالأعشاب البحرية، وذلك بسبب التلوث بشكل أساسي.
وصدر بيان عن "شركة بترول أبوظبي الوطنية" - آدنوك، في منتصف مارس (آذار) الماضي، تعلن فيه النجاح في إنقاذ خروف بحر "علق في إحدى شباك الصيد غير القانونية التي تم نصبها.. على مسافة 130 كيلومتراً من سواحل إمارة أبوظبي".
مواثيق شرف للحماية
وعلى مر السنوات الماضية، عمدت مجموعة من المتخصصين في مجال المحافظة على الحياة البحرية إلى دراسة كيفية المحافظة على حيوان "خروف البحر"، الذي يعرف أيضاً بتسمية "بقرة البحر".
هذا الحيوان الذي يتواجد بكثافة في المحيطات بين آسيا وأستراليا وعلى الجزء الغربي من أمريكا، بدأ خلال السنوات القليلة الماضية بالحصول على الاهتمام المطلوب، وذلك بعد تراجع أعداد تواجده في البحار إلى مستويات خطيرة حجزت لاسمه مكاناً دائماً على لائحة الكائنات المعرضة للانقراض.
وعمدت دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر مركز أنشأ في العاصمة أبوظبي، إلى استقطاب الأدمغة المطلوبة لوضع الخطط اللازمة للمحافظة على "خروف البحر".
وفي الشهر الماضي، احتضنت العاصمة الإماراتية اجتماعاً كبيراً حضره مندوبون عن 23 دولة معنية بهذا الكائن الحي، حيث تم التوقيع على مجموعة من التفاهمات لحماية "خروف البحر" وأماكن تواجده الطبيعية.
كما عقدت سلسلة من الاجتماعات وورش العمل الفنية لحشد الاهتمام العالمي لهذا الحيوان، بالإضافة إلى تمكين الحكومات والباحثين والمجتمعات المحلية والقطاع الخاص من العمل معاً في شراكة لحماية هذه الأنواع الهامة وموائلها التي تعيش فيها.
وكان وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي ثاني بن أحمد الزيودي أكد وجود أكثر من 3000 من خواريف البحر على السواحل الإماراتية، وذلك بعد تأسيس "العديد من المناطق البحرية المحمية التي ساهمت في تقدم الدولة من المركز 33 في عام 2012 إلى المركز الأول عالمياً في عامي 2014 و2016 في مؤشر "المناطق البحرية المحمية" ضمن مؤشر الأداء البيئي الذي تصدره جامعة يال" الأمريكية المرموقة.
نجاح أميركي مشكوك
وبعد اختتام المؤتمر المنعقد في أبوظبي حول هذا الكائن، أقدمت الولايات المتحدة على إزالة "خروف البحر" من قائمتها الخاصة للكائنات المعرضة للانقراض وأعادت تصنيفه على أنه "مهدد بالخطر".
إلا أن هذه الخطوة، وعلى الرغم من كونها تتسم بالإيجابية للجهود المبذولة على مر السنوات الماضية، تم إدانتها من قبل العديد من المعنيين بهذا الملف، حيث اعتبروا أن الأمر من شأنه أن "يضعف من الحماية التي يحصل عليها الحيوان المائي"، ويهدف إلى زيادة نسبة الصيادين والسياح في المنطقة الساحلية.
ومن بين تلك القوانين التي كانت موضوعة عندما كان هذا الحيوان لا يزال على قائمة "المعرض للانقراض"، ضرورة الإلتزام بسرعة القوارب لتفادي أي اصطدام، وبشكل خاص على ساحل فلوريدا الشرقي للولايات المتحدة، بعد نفوق 520 من خراف البحر، من بينها 104 بسبب القوارب فقط.