والآن! مع برنامج... "البرنامج"!!!

تحنّون أنتم بالتأكيد إلى هذه العبارة، سواء كنتم من محبّي باسم يوسف أو مجرّد مشاهدين عاديّين، أو ربّما أحببتموه في مرحلةٍ ما ثمّ إنتقدتم ما يقدّمه.

لكنّكم وبالتأكيد، تتذكّرونه وأنتم تقرأون أخباراً لا تمتّ للواقع بصلة، و تتمنّون لو أنّه كان هنا بينما يحدث ما يصعب حدوثه إلّا في الخيال.

ما أحدثه باسم يوسف يستحقّ بعضاً من التأّمل.

فالحديث عن كون العرض كان مرآة للشارع و "مايكروسكوبّاً" لما تفعله السلطة -أي سلطة- قد يبدو مُعاداً، ورغم توقّف العرض قبل ثلاثة سنوات، إلّا أنّه لا يزال حاضراً في الأذهان، لأنّه بعيداً عن كلّ شيء، فتح الباب لتقديم محتوى مختلف لم يشهده الإعلام المصري وربّما العربي من قبل.

هل كان برنامج "البرنامج" الأوّل من نوعه؟

قبل قيام ثورة ٢٥ يناير، قدّم الإعلامي أكرم حسني شخصيّة "سيد أبو حفيظة"، التي كانت واجِهته لتقديم نشرة أخبارٍ ساخرة. و عُرض البرنامج عبر واحدةٍ من قنوات المنوّعات المصريّة، والحقيقة هي أنّه حقّق نجاحا معقولاً، وإن كان صعب المقارنة بما حقّقه "البرنامج". 

وفي رمضان ٢٠١٠، عُرض برنامج "ضحكني شكراً" للممثل الشاب علي الطيب، الذي قدّمه على طريقة الـ"ستاند آب كوميدي"، و إنتقد فيه كثيراً من الأوضاع الإجتماعية في مصر.

إرتفاع سقف الحرية في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير، منح باسم يوسف فرصةً ذهبيّة للظهور، معتمداً على المحتوى أكثر من كل شيء، إذ ظهر موسمه الأول -الذي نُشرت الحلقة الأولى منه على "يوتيوب" في الثامن من مارس ٢٠١١- معتمداً على منضدةٍ وخلفيّة صورٍ منوّعة من الميدان.

إلّا أنّ الحديث عن الثورة، وحالة ميدان التحرير، في غلافٍ من كاريزما باسم يوسف التي لا ينافسه فيها أحد، ضمن له نجاحا غير مسبوق.

من "يوتيوب" إلى "أون تي في"، ومن شاشتها إلى "سي.بي.سي." ومنها إلى "ام. بي. سي. مصر"، وبعدها، توّقف نهائي.وبين مشاكل ونزاعات قضائيّة وتهديدات، كان الفضاء الإعلامي خصباً لاستقبال المزيد والمزيد من البرامج، التي فتح لها "البرنامج" الباب.

برنامج "عرض كبير"

على شاشة "سي. بي. سي."، وفي فبراير 2015، بدأ عرض برنامج "عرض كبير"، لأكرم الشرقاوي، بطل حملة دعايات "ميلودي" المثيرة للجدل قبل أعوام.ولم يكن "عرض كبير" التجربة البرامجيّة الأولى للشرقاوي، إذ قدّم "فيفا لاسوستا" على قناة "القاهرة والناس" قبل ذلك.

وكان "عرض كبير" شديد الشبه بفكرة "البرنامج"، إذ قًدّم على مسرحٍ، وبحضور جمهور، وتضمّن سكيتشات وفقرة للضيوف، لكنّه سرعان ما توقّف رغم حملة الدعاية الضخمة.

و أرجع البعض ذلك إلى ما تضمّنه من إيحاءات، أو لكون شبح "البرنامج" يطارده!

برنامج "ميصحش كده"

لم ينجح عمرو راضي في إستغلال الفرصة التي مُنحت له على قناة النهار "One"، ولم يحقّق برنامجه "ميصحش كده" نجاحاً يذكر، بل إنّ البعض يكاد لا يذكر أنّ برنامجاً حمل هذا الإسم قد مرّ من هنا. 

الخلطة نفسها حاول عمرو راضي الإستعانة بها، حتى طريقة دخوله أمام الكاميرا في بعض الحلقات، وحواره مع المخرج خليفة، -أيضاً- ولكنّه فشل و واجه نقداً لكون البعض لم يعترف به كمقدّم برامج أصلاً.

برنامج "أبلة فاهيتا"

أرملة الدوبليكس الطروب، الأنجح جماهيريّاً بعد غياب باسم يوسف، بعد أن إحتلّت مسرحه و إستطاعت على نحوٍ سحري أن تعوّض الجماهير عن غيابه. فتمكّنت الدمية التي حقّقت إنتشارا واسعاً عبر شبكات التواصل الإجتماعي، من تحقيق نجاحٍ هائل، و إرتبط الجمهور بتعليقاتها وبأسلوب كلامها. 

وقد إستقطب العرض ملايين المشاهدين، وإن لم يختلف في محتواه كثيراً عن "البرنامج"، وكان الموسم قبل الأخير إنطلاقةً قويّة للأبلة، إذ ظهر البرنامج متماسكاً أكثر، وحازت حلقاته كلها إعجاباً شديداً.

وبخلاف هذه البرامج، ظهرت مجموعة أخرى من البرامج الساخرة التي ركّزت على الأوضاع الإجتماعيّة، كبرنامج "البلاتوه" لأحمد أمين، أو "ساترداي نايت لايف"، وهو النسخة العربيّة من برنامج أميركي يحمل الإسم نفسه.

وعلى الرغم من إختلاف محتوى هذه البرامج وفقراتها عن "البرنامج"، إلّا أنّ باسم يوسف -ربّما- هو من أعطى الإشارة الخضراء لمزيدٍ من الحرية، و صار الجمهور من بعده أكثر تقبّلاً لإيحاءاتٍ لم تكن شائعة في الماضي.