منذ بداية الحرب السورية انتشرت على مسامع الناس عبارات تتعلق بالأسلحة لاسيما الممنوعة منها كغاز الكلور وغاز السارين. 

 والسارين  المعروف أيضاً بإسم GB هو عبارة عن سائل رائق، بلا لون أو طعم، ولا رائحة له حين يكون نقياً، ولكن يمكن أن يتبخر ليصبح بخاراً أو (غاز) وينتشر في البيئة.

قد يتحول السارين إلى مادة سائلة في درجة حرارة الغرفة، وفي هذه الحالة يتلوث الطعام والماء الذي يشربه الإنسان. ونظراً لأنها مادة لا لون ولا طعم ولا رائحة لها، فلا يمكن لأحد الانتباه له.


وينتمي غاز السارين إلى سلسلة غازات الأعصاب 'G'، وهي عبارة عن 4 أنواع غازات للأعصاب، تم اكتشافها على يد علماء ألمان بين عامي 1936 والعام 1949 بينما كان العلماء الألمان يعملون على اختراع مضادات حشرية فعالة.

 تم استخدام الغاز في الحقل العسكري بشكل واسع عدة مرات خلال الثمانينات من القرن الماضي. وفي عام 1997 بدأ دولت العالم تتخلص من مخزونها من غاز السارين.


عوارض التعرض للسارين

التعرض للسارين بنسب ضئيلة، قد لا يتجاوز أحياناً 35 ميليغراماً لكل متر مكعب واحد من الهواء، كفيل بقتل إنسان بالغ يتنفس بشكل طبيعي.

يبدأ تأثير بخار غاز السارين في غضون ثوانٍ، بينما يستغرق تأثير السائل منه عدة دقائق.

عند تنشق الغاز أو ملامسته الجلد فإنه يعطل السائل العصبي بين الغدد والعضلات فتصبح في حالة تنبيه فوق العادة.

ويمكن للجرعة الخفيفة منه أن تؤدي إلى سيلان الأنف والدموع وصولاً إلى الهذيان والتعرق الزائد، وكذلك إلى الدوار والتقيؤ وصعوبة في التنفس.

 الضحية التي تعرضت للسارين عادة ما تفارق الحياة خلال دقائق، لكن التعرض للغاز بشكل غير مباشر قد يظهر بعض الأعراض ولا يؤدي بالضرورة إلى الموت، وهذا يعتمد بشكل عام على الوضع الصحي للضحية وعلى الإجراءات التي تم اتخاذها بعد التعرض للغاز.

علامات التعرض للسارين

من علامات التعرض للسارين سيلان الأنف ، العيون الدامعة ، الحدقات المنكمشة والضئيلة ، ألم في العين ،تغيم الرؤية، زيادة إفراز اللعاب وزيادة التعرق، سعال، ضيق في الصدر، تنفس سريع، إسهال، تبول زائد ، ارتباك، دوار، صداع، شعور بالغثيان، قيئ وألم في المعدة. 

كما يؤثر الغاز على نبضات قلب وضغط الدم. حتى أن قطرة صغيرة من السارين على الجلد يمكن أن تسبب التعرق وانتفاض في العضلات إذا ما مس السارين الجلد. 

سبل الوقاية

يعد السارين أقوى 20 مرة من غاز السيانيد السام. يدخل الغاز إلى جسم الإنسان من خلال الجلد، ويعلق بملابس الضحايا ويستمر بالتسرب إلى أجسادهم من خلال الجلد، حتى بعد أن يتلاشى من الهواء بشكل كامل، لهذا السبب يتم تعرية الضحايا ورشهم بالماء.

على من يشك بأنه تعرض لغاز السارين أن يفعل التالي حفاظاً على حياته:

أولاً :- ترك المنطقة والصعود الى مكان مرتفع لأن السارين أثقل من الهواء ويبقى في الأسفل وبالتالي فإن الوقوف في أماكن مرتفعة يخفف نسبة التعرض للسارين.

.ثانياً:- بما أنه يختلط بالملابس، فيجب خلع الملابس فوراً وذلك بتمزيقها دون تمريرها  على فتحة الرأس وأن يتم التخلص منها في أغلفة بلاستيكية محكمة الإقفال.

ثالثاً:- يجب الإغتسال فوراً بالماء، وأن يبقى المصاب في حوض الماء لمدة ربع ساعة.


خلال العلاج من السارين يعمل الأطباء على إزالته رواسبه من الجسم في أسرع وقت ممكن وتوفير الرعاية الطبية الداعمة في المستشفى. 

يشار أيضاً إلى أن هناك عقار مضاد للسارين يجب أن يُعطى للمصاب في أسرع وقت ممكن بعد التعرض للغاز السام.