يتعرّض موظّفو خدمة العملاء إلى ضغوطٍ كبيرة في تعاملاتهم مع الزبائن، فهم المسؤولون عن الشكاوى والإستفسارات ومساعدة عملاء الشركة في الوصول إلى هدفهم المنشود.

ولكن على الرغم من المضايقات ونوبات الغضب التي يضطرّ العامل أن يتحمّلها، إلّا أنّ الوضع لا يخلو من بعض المشاهد الكوميديّة التي يرويها لنا الموظّفون في مجال خدمة العملاء في ما يلي:

فلوس في ماكينة الـ" ATM"

يقول أمير عباس الذي يعمل كموظّف خدمة عملاء في أحد البنوك المصريّة، بأنّه وجد عميلاً لديه يقوم كلّ يوم بإيداع نفس المبلغ في البنك، و يأتي في اليوم التالي لكي يستعلم عن الرصيد عن طريق ماكينة الـ ATM، فيجد أنّ المبلغ الذي تمّ إيداعه بالأمس يظهر أمامه. وهنا يقوم بسحب المبلغ ثمّ يدخل إلى البنك ليقوم بإيداعه مرّة أخرى. وعندما سأله الموظّف عن السبب لفعل ذلك كل يوم، قال: "أنا لا أطمئنّ على أموالي أن تُترك في الماكينة التي تتواجد طوال الـ24 ساعة في الشارع أو داخل جدارٍ من الأسمنت، فأنا أريد أن أحفظ المال داخل خزنة البنك الرئيسيّة، لذلك أقوم بسحبها عندما أجدها في الماكينة لكي لا تُسرق".

كلمة سر الإيميل

 يعمل أحمد فريد موظّفاً لخدمة العملاء في إحدى شركات المحمول، و يحكي لنا قصته فيقول: "إتصل بي عميل يستعلم عن أسعار باقات الإنترنت الخاصة بالهاتف الخليوي، وبعد ذلك قال لي أنّه يواجه مشكلة أخرى على هاتفه المحمول و يريد منّي أن أساعده فيها. فرحّبت طبعاً بمساعدته، وتفاجأت به يقول لي أنّه نسي كلمة السر الخاصة بإيميله وأصبح غير قادر على الولوج إليه عبر الهاتف. لذلك، أرادني أن أعرف كلمة السر وأذكّره فيها عن طريق الأجهزة الخاصة بالشركة. وعندما حاولت أن أشرح له بأنّنا شركة متخصّصة في المكالمات الهاتفية وليس لنا علاقة بالشركة المرتبط بها الإيميل، لم يقتنع وقال لي بأنّني أصبحت أعلم إيميله ومن الممكن أن أفتحه وهو لا يعلم وسوف يبلّغ الشركة عنّي."

المشكلة العاطفيّة

  تحكي لنا إيمان مصطفى عن تجربةٍ غريبة مرّت بها خلال عملها كموظّفة خدمة عملاء في إحدى شركات الهاتف المحمول فتقول: "إتصل بي عميل كانت لديه مشكلة في ظبط شبكة الهاتف، وعندما إنتهيت معه من تنفيذ الخطوات، قلت له كما هو متّبع في الشركة لدينا "هل لديك أي مشكلة أخرى أو إستفسار عن خدمة من خدمات الشركة". فوجدته يقول لي "نعم لدي مشكلة"، ثم إنهار في البكاء وأنا لا أفهم كيف أتصرّف إلى أن توقّف عن البكاء وأخذ في سرد قصة صديقته التي كان يحبّها واليوم يوافق موعد خطوبتها، و يطلب منّي بما أنّني فتاة مثلها أن أعرف له كيف كانت خطيبته تفكّر حاليّاً و أساعده كي تعود له. وعندما حاولت أن أشرح له أنّ المشكلة أو الإستفسار يكونان خاصين بشبكة الهاتف المحمول وليس بشبكته العاطفيّة، رفض و قال إنّ قلبي قاسي مثل باقي الفتيات."

دكتور حقن

رامي حسنين يعمل كموظّف خدمة عملاء في إحدى المستشفيات الخاصة المصريّة، و يحكي لنا تجربته فيقول: "طبيعة عملي تحتّم عليّ الجلوس في مقدّمة باب المستشفى لكي أرشد المارّة في كيفيّة الوصول إلى العيادات الخاصة بهم، و أقوم بإنهاء إجراءات دخول وخروج الحالات المصابة، وإستقبال المرضى والمساعدة في كافة إجراءات المستشفى. ولكنّي لم أكن أتوقّع أن طبيعة وظيفتي قد تشمل مساعدةالمرضى في إعطاء الحقن. فقد كنت أجلس على مكتبي وإذ بسيّدة كبيرة في السن تأتي إليّ و تقول "من فضلك أعطني الحقنة لأنّي أشعر بألم شديد في ظهري". ولكن بطبيعة عملي، أرشدتها للذهاب إلى العيادة، ولكنّها رفضت و قالت لن أدفع ثمن كشف لكي آخذ الحقنة، ولكني سأعطيك جنيهاً مصريّاً في مقابل أن تعطيني أنت الحقنة." ش