كثيراً ما ارتبطت السلطة بالفن، ليس في الغرب فقط، بل في مصر أيضاً، فـالرئيس الأميركي "جون كيندي" لم يكن وحده الأسير عندما وقع في حب "مارلين مونرو"، فإن من الحب ما قتل في لعبة الفن والسياسة.
من هم هؤلاء العشاق وما هي رواياتهم؟
نبيلة عبيد وثعلب الدبلوماسية أسامة الباز بعلم "مبارك"
باعتراف منها في آخر أيامه، خرجت النجمة نبيلة عبيد، صاحبة فيلم "الراقصة والسياسي"، الذي ينطبق كثيرا على هذا الصراع، لتتحدث عن أنها كانت متزوجة من السياسي الشهير أسامة الباز، الذي كان المستشار السياسي للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك لأكثر من 20 سنة، وكان من أحد مهندسي اتفاقية "كامب ديفيد"، ويلقب بأنه واحد من ثعالب الدبلوماسية في العالم.
وعلى الرغم من نفي عائلة "الباز" لهذه الزيجة، إلا أن "نبيلة" تتحدث بالإثباتات عن هذا الزواج السري.
"نبيلة" قالت إنها تزوجت "الباز" لمدة 9 سنوات، كانت مليئة بالحب والعشق، وأن الرئيس الأسبق حسني مبارك كان على علم بهذا الزواج.
وتستكمل قائلة: "شعرت بأن الحب قد فتر بعد وقت طويل، فتبين زواجه من الإعلامية أميمة كمال، فطلب إما أن يستمر معي أو أن يقوم بطلاق أميمة، فرفض العرض الأخير فكان الطلاق نهاية قصة حب عمرها 9 سنوات، بعلم السلطة".
تحية كاريوكا ونهاية زواجها في معتقل "عبد الناصر"
الفنانة الكبيرة والراقصة التاريخية، تحية كاريوكا، كان من ضمن أزواجها أحد كبار ضباط الجيش قبل حركة 23 يوليو، وهو مصطفى كامل حلمي، ذو الميول الشيوعية، والذي كان يعمل عميلا لصالح تنظيم الضباط الأحرار، داخل ما يسمى "الحرس الحديدي"، الذي كان بمثابة الجهاز السري للملك فاروق>
وكان "حلمي" أحد قادة تنظيم الضباط الأحرار، وكان متصدرا عن جمال عبد الناصر في الترتيب، لكنه كان متقلب المزاج، وكان سكيرا بحسب الكثير من الروايات، الأمر الذي جعله يغيب عن المشاركة في حركة الإطاحة بالملك فاروق في 23 يوليو.
"كاريوكا" تزوجت من "حلمي" نظرا لوطنيته، لاسيما أنها كانت تدعم الفدائيين ضد الاحتلال الإنجليزي، وعند قيام الثورة وعدم المشاركة، بدأ يهدد جمال عبد الناصر ورفاقه من خلال تنظيم شيوعي من الضباط كان يقوده، فتم القبض عليه واعتقاله>
وعلى أثر ذلك اعتقلت زوجته "تحية"، التي سجنت لما يصل إلى عامين، ولم تستطع أصوات محبيها الإفراج عنها، لاسيما أنها كانت على صداقة بمعظم الضباط الأحرار، لاسيما أنور السادات الذي قامت بإنقاذه وتهريبه أثناء مشاركته في اغتيال الوزير المصري المقرب للإنجليز أمين عثمان.
مها صبري وعلي شفيق
مها صبري فنانة مصرية معروفة، كانت إحدى نجمات السينما والغناء في الستينيات، تزوجت من مدير مكتب نائب رئيس الجمهورية، العقيد علي شفيق الذي كان واحدا من أهم رجال السلطة قبل نكسة يونيو 1967، وقد أعطاها هذا الزواج نفوذا كبيرا>
لكن بعد وقوع النكسة قام "عبد الناصر" بالتخلص من رجال "عبد الحكيم عامر"، الذين كان منهم شفيق، حيث قدموا للمحاكمة، وتعرضت وقتها "مها" للاعتقال لكونها زوجته، ثم تحديد الإقامة وتجريدها من أملاكها، ثم عادت قليلا إلى الغناء بتدخل من كوكب الشرق أم كلثوم.
"شفيق"، خرج من المعتقل في عهد "السادات"، وسافر مع "مها" إلى إنجلترا، ولكنه قتل في شقته بعد خلاف على صفقة سلاح مع أحد الفصائل العسكرية بدولة عربية.
ليلى مراد ووجيه أباظة
"وجيه أباظة"، هو أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة، أي من كان يطلق عليهم الـ 12 حاكما، وقد تزوج من الفنانة ليلى مراد بعد الثورة، حيث كان مسؤولا كبيرا وصاحب نفوذ، لكن هذا الزواج لم يدم أكثر من عام، ليتم الطلاق بأوامر من قادة تنظيم الضباط الأحرار، بعد أن دارت شبهات عن تمويل ليلى مراد لتنظيمات صهيونية في إسرائيل، وهو الأمر الذي أثبت أنه مكيدة من بعض الكارهين لها في الوسط الغنائي، لكن الشائعة أصبحت غير مناسبة لزوجها فتم الطلاق.
برلنتي عبد الحميد والمشير عامر
بالطبع أشهر قصص الحب السياسية التي كللت بالزواج، قصة المشير عبد الحكيم عامر، الذي كان الرجل الثاني في مصر، نائب رئيس الجمهورية وقائد الجيش، المشير عبد الحكيم عامر، والفنانة برلنتي عبد الحميد، حيث لم يدم الزواج إلا 4 سنوات، كان نتاجها الدكتور عمرو عبد الحكيم عامر، وهو الزواج الذي تم على الرغم من معارضة "عبد الناصر".
تحمل نكسة يونيو 1967، حمل صراعا أمام الشعب بين عبد الناصر وعبد الحكيم، الذي كان يريد أن يتم التحقيق فيها ليثبت أنه ليس المتورط الوحيد، وأن عبد الناصر كان شريكا، الأمر الذي أدى إلى الإطاحة به، ثم اعتقاله، ثم النهاية التي ما زالت تحمل جدلا بين الانتحار أو القتل.
عائلة "عامر" تم التنكيل بها، و"برلنتي" وضعت في السجن وتعرضت للإهانة، ثم وضعت تحت الإقامة الجبرية.