تستعدّ السعودية لاعتماد “نظاماً ذكياً” لإدارة الحشود في مواسم الحج والعمرة، بعدما أسفر موسم الحج الأخير في مكة المكرمة عن وقوع إحدى أكبر الكوارث في تاريخه.
وقد قدّم نائب رئيس وحدة القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام بدر بن سعود بن محمد بن عبدالعزيز النظام الجديد القائم على 50 كاميرا رقمية ذكية للتحكّم في حركة سير الحشود وتدفّقها أثناء مواسم الحج والعمرة، لتفادي الحوادث الخطيرة، حسبما ذكرت صحيفة La Stampa Mundo الإيطالية.
وأضافت الصحيفة أنّ النظام سيقوم على بثّ صُور فورية لحركة سير الحجاج والمُعتمرين، ليُصدر النظام إنذاراً مبكراً فورياً لفِرق القيادة للتدخّل الفوري وتحويل المسارات أو إغلاقها، أو إعادة توجيه الحشود عند كلّ تدفق كبير أو أكبر من طاقة إستيعاب الممرّات.
وسيبدأ العمل بالنظام، الذي وضعته جامعة أم القرى، في مكة والمسجد الحرام، على أن يتوسّع لاحقاً إلى سائر المشاعر المقدّسة.
التكنولوجيا في خدمة العبادة
ويأتي هذا النظام الجديد في سياق عمل السلطات السعودية الدؤوب على تأمين الراحة والأمان والسلام للمصلين في جميع دور العبادة في أنحاء المملكة عبر استخدام أحدث الأدوات التي توصّلت إليها التكنولوجيا.
وقد سبق اتباع هذا النظام تطبيق وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة نظام مماثل للتحكم الذكي في المساجد والذي يهدف إلى تقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 80% ويطيل العمر الإفتراضي للمنشآت والمباني ويخفض تكلفة تشغيلها.
النظام يشمل أنظمة الإضاءة والتكييف وتحكّم الصوت وحفظ المحاضرات والخُطب بالإضافة إلى كاميرات المراقبة التلفزيونية.
وذلك فضلاً عن احتضان مكة المكرمة لأوّل جامع مُستديم في العالم قيد الإنشاء في حي العسيلة شرقي المدينة، يبلغ مساحته 10,300 متر مربّع وسعته 3,000 مصلٍ، ويستخدم الخلايا الضوئية والألياف البصرية لتحويل أشعّة الشمس إلى طاقة كهربائية.
وسيساعد نظام إعادة تدوير المياه المستهلكة على الإستفادة منها في الري في الجامع، الذي ستحيط به مجموعة من الخدمات التجارية والتعليمية ويحتوي على مدرستي أطفال بنين وبنات، بالإضافة لمجمّع عيادات متكاملة، وسكن للعاملين، ومكتب للإمام، و 140 موقفاً للسيارات أسفل المبنى بالإضافة إلى 160 موقفاً خارجياً.
بدء التحضير لموسم الحج القادم
وأقامت الإدارة العامة للحج والعمرة والزيارة في المدينة المنوّرة ورشة عمل شاركت فيها 34 جهة حكومية وأهلية بهدف إيجاد العمل التكاملي فيما بينها لإنجاح موسم الحج القادم.
وناقشت الجهات المجتمعة بتوجيهات من الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير المنطقة، عدداً كبيراً من الأمور، أبرزها أهمية تحسين جودة إسكان الحجّاج، وتوفير الأطعمة المناسبة لهُم حسب الجنسية وإيجاد قاعدة بيانات مشتركة لجمع بيانات العاملين في الحج بفئاتهم وتخصّصاتهم.
وبالإضافة إلى الأهمية الدينية الكبيرة للحج بالنسبة للسعودية، تعتمد المملكة على مواسم الحج لتنشيط إقتصادها سنوياً.
Comments