في كل عام، تتّجه أنظار العالم إلى فرنسا، وتحديداً مدينة كان، لمتابعة مهرجان "كان" السينمائي الذي يعدّ واحداً من أبرز الأحداث الفنيّة على مستوى العالم منذ دورته الأولى في 1939.

وتتضمّن فعاليّات المهرجان عروضاً لأفلامٍ هامّة من مختلف أنحاء العالم، حيث يتم اختيار الفائزين من بين طواقم عمل هذه الأفلام، وتُوزَّع الجوائز المختلفة عليهم.

كما يضمّ المهرجان فعاليّاتٍ موازية للمسابقات الرئيسيّة، من بينها مسابقات خاصة بأفلام سينما الشباب.

ومن بين مئات الأفلام والحكايات التي دارت في أروقة المهرجان الدولي الشهير، كان للعرب بصمتهم، إذ شهد "كان" مشاركاتٍ عربيّة كثيرة و محاولاتٍ لنيل جائزة "السعفة الذهبيّة".

لكن لا فائز بهذه الجائزة على مدار ما يزيد عن ستّين دورةٍ للمهرجان، باستثناء فيلم "وقائع سنين الجمر" لمخرجه الجزائري محمد الأخضر حمينة، و الذي فاز بالجائزة عام 1975، كما فاز المخرج اللبناني إيلي داغر بالجائزة عن فئة "الفيلم القصير"، بفيلمه "أمواج 98" في دورة عام 2015

و يعتبر المخرج المصري الراحل يوسف شاهين من أكثر المخرجين العرب ترشّحاً للجائزة، إذ حصلت 6 أعمالٍ له على ترشيحات، أوّلها فيلم "ابن النيل" عام 1961، "صراع في الوادي"، "الأرض"، "العصفور"، "الوداع يا بونابرت"، و"المصير"،.لكنّة لم يفز عن أحدها بالجائزة قط، إنّما فاز عام 1997 بجائزة الدورة الخمسين للمهرجان تقديراُ لمجمل أعماله.

مشاركات العرب لم تقتصر على الأعمال السنيمائيّة بين تمثيلٍ و إخراج، لكن عرف بعضهم الطريق إلى مقاعد لجنة التحكيم، بدايةً من مشاركة عميد المسرح العربي يوسف وهبي في لجنة تحكيم المهرجان في دورته الثانية عام 1946، و حتى المشاركة العربيّة النسائية عام 2015، في لجنة تحكيم قسم "نظرة ما"، بحضور اللبنانيّة نادين لبكي والسعوديّة هيفاء منصور، إضافة إلى بصمات مميزة لمصمّمي الأزياء اللبنانيين كزهير مراد وإيلي صعب التي صنعت أرقى وأجمل إطلالات نجمات العالم.

ومن بين المشاركات العربيّة التي لا تُنتسى، موقفٌ كانت بطلته الفنانة المصريّة الراحلة تحيّة كاريوكا، أثناء مشاركتها في المهرجان بفيلم "شباب إمرأة" إذ يُروى أنّ أحداُ لم ينتبه لصنّاع العمل المصريّين في وجودهم على السجادة الحمراء، فعادت كاريوكا إلى الفندق الذي نزلت به، و بدّلت ملابسها بفستانٍ بسيط و"ملاءة لف" أي عباءة بسيطة، لتصير أقرب إلى الشخصيّة التي أدّتها في الفيلم، و سرعان ما لفتت الأنظار إليها!