لم تكن "كوكب الشرق"، السيّدة أم كلثوم، تمتلك صوتاً قويّاً فقط، ولكن يبدو أنّ شخصيّتها كانت أقوى بكثير، وهو ما يعرفه من كانوا شهود عيانٍ حول الدائرة المقرّبة لحياتها الشخصيّة أو الفنيّة.

هذه القوّة التي قادت بها المجهود الحربي، بعد نكسة 1967، بإقامة حفلاتٍ مكثّفة على الرغم من متاعبها، وذلك لدعم تسليح الجيش المصري بتوجيه إيرادات حفلاتها في العالم العربي وأوروبا إلى هذه المساندة، كانت تفوق الآلام التي كانت تعاني منها.

على الرغم من حبّها لزوجها لكن قوّتها كانت تعلو

تزوّجت كوكب الشرق من طبيبٍ شهير هو الدكتور حسن الحفناوي، ولم يُكتب لها الإنجاب منه.

لكنّ هذا الرجل هو ما إختاره قلب "أم كلثوم"، ليكون شريكاً لحياتها، وبالطبع كان للرجل مهام ومسؤوليات في إطار عمله، وأيضاً المجتمع الخاص من أصدقائه الأطبّاء.

فكان يبقى لأوقاتٍ متأخّرة من الليل خارج منزلها الشهير في شارع أبو الفدا بالزمالك، الذي تحوّل من فيللا فخمة إلى بنايةٍ كبيرة تحتوي على فندقٍ يحمل إسمها، وفي أسفله مقاهٍ فخمة ومطاعم راقية.

وبجوار الفيلا، كان هناك كرآب للسيارات، حيث تحدّث إبن صاحبه "ع.ح" مع "يلافيد" عن موقفٍ يتعلّق بقوة "أم كلثوم" مع زوجها، حيث كانت تمنعه من دخول المنزل إذا تأخّر عن منتصف الليل في العودة إليه، لافتاً إلى أنّه أحياناً كان يرافق الدكتور الحفناوي بعد الوصول بسيّارته وركنها، فكانت تلتقيه "كوكب الشرق" بغضبٍ كبير و ترفض دخوله عندما يتأخّر.

قوّة الصوت جعلت الميكروفون بعيداً حتى لا يحترق

يظهر الإستغراب واضحاً عند البعض عندما يرون حفلاتٍ مصوّرة لـ"كوكب الشرق"، حيث كانت تغنّي لينزل الميكروفون من أعلى و يكون بعيداً عن صوتها لمسافةٍ تتعدّى المتر.

والسبب في ذلك هو أنّ قوّة صوتها أدّت مرّةً في إحدى حفلاتها عندما كانت صغيرة،إلى تعطّل الميكروفون، فكان القرار بوضعه على مسافةٍ بعيدة.

قوّتها جاءت بخلاف مع جيهان السادات

"أم كلثوم"، التي كانت ملقّبة بـ"كوكب الشرق"، كانت لها ألقاب أخرى أيضاً كـ"سيدة مصر الأولى".

وبالطبع، هذا اللقب كان يزعج زوجة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، السيّدة جيهان، التي حرّكت بعض الصحفيّين لإطلاق لقب "سيدة مصر الأولى" عليها لكونها زوجة رئيس الجمهوريّة، بالإضافة إلى نشاطها الإجتماعي الضخم.

ولكنّ قوّة "أم كلثوم" في الشارع، جعلت اللقب مرتبطاً بها حتى بعد وفاتها في عام 1975.