يبدو أن لندن ستفقد ساعة بيغ بن، التي تعتبر الساعة الأكثر انضباطاً في العالم، وذلك بعد 158 سنة من العمل المتواصل. 

وبعد كل هذه السنين، لم يعد بإمكان زوار "مدينة الضباب" الإستماع لأجراس الساعة التي تعد أحد أبرز العالم السياحية والتراثية في البلاد. 

والمفارقة أن حتى خلال الحرب العالمية الثانية واستهداف مبنى البرلمان البريطاني الذي تعتليه الساعة من قبل الألمان، لم تتعطل أجراس "بيغ بن" وبقيت تقرع على رأس كل ساعة.

تُعتبر نغمة الساعة هي الأكثر شهرة في العالم، وهي النغمة المعتمدة لدى إذاعة (بي بي سي) للتذكير بالوقت عن رأس الساعة منذ عام 1924. وشهرة هذه النغمة  جعلتها معتمدة لدى مصنّعي الساعات الجدارية. 

الصيانات الضرورية التي تتطلّبها الساعة دفعت البرلمان البريطاني إلى اتخاذ قرارٍ صعب، فلم يكن هناك خيار آخر سوى بتعطيل "بيغ بن" وستجرى أيضاً أعمال لإصلاح لبرج إليزابيث الذي يضمها، وذلك ضمن مشروع يستغرق ثلاث سنوات وتصل تكلفته إلى 29 مليون جنيه إسترليني (42.4 مليون دولار أميركي).

واكتسبت الساعة إسمها من وزير الأشغال البريطاني السابق بنيامين هول الذي أشرف على تنفيذ مشروع الساعة وتصميم برجه. وتكريماً له أطلق لقبه على جرس الساعة الضخم حيث كان يلقب الوزير الضخم الجثة ببيغ بن. 

بدأ عمل الساعة في 3 يونيو عام 1859، وبينما يبلغ طول برجها 320 قدماً، وطول عقربيها 14.9 قدماً.

 وتزن الساعة نحو 12.5 طناً، ويزن جرسها نحو ثلاثة عشر طناً، وتعتبر أشهر جهاز لقياس الزمن في العالم.

ويحرص الفريق الفني على إبقاء القطع التي تتشكل منها الساعة كما هي، نظراً لقيمتها التاريخية. وقد تؤدي عملية الصيانة إلى إزالة الطلاء الأسود والمذهَّب الذي تمت إضافته في ثمانينات القرن الماضي. وإزالة الطلاء يعيد الساعة إلى هيئتها التي بدت عليها في العصر الفيكتوري فيظهر طلاءها الأخضر والذهبي الأصلييّن.

أجمل المشاهد التي ينتظرها السائحون هي عملية تنظيف الساعة حيث يتدلى العمال بواسطة الحبال على علو مئات الأمتار لينظفوا عقارب الساعة ومحيطها. 

مشاهدة عملية التنظيف تخطف الأنفاس لما يتعرض له عمال الصيانة من خطر لأن هذه العملية ما زالت تعتمد على الحبال رغم مرور الزمن.