نادراً ما ينسى الجمهور الشخصيّات الشريرة في الأعمال الفنيّة، وكثيرةٌ هي الشخصيّات التي تميّزت بأدوار الشر.
ومنذ إنطلاقة السينما المصريّة عام 1917، ظهر على الشاشة الذهبيّة العديد من الممثّلين ممّن برعوا في أداء دور الشرير في الأفلام، وكان غريباً على الجمهور أن يشاهدوهم في أدوارٍ لا تندرج تحت أدوار الشر.
إستيفان روستي (البارون)
تخصّص البارون إستيفان روستي بدور الشرير الظريف.
و وُلد عام 1891 لأمٍّ إيطالية وأبٍ نمساوي.
شغل منصب سفير النمسا في القاهرة و ترعرع في مصر و إمتهن التمثيل والإخراج.
شارك في البدايات الأولى لصناعة السينما المصريّة، ولأنّه كان يتقن الإيطاليّة والفرنسيّة إلى جانب العربيّة، كان مرجعاً في ترجمة العديد من الأعمال الفنيّة.
إشتهر إستيفان روستي في عدّة أدوار شريرة كان أشهرها الدور الذي أدّاه في فيلم "حرام عليك" مع الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين.
محمود المليجي (أنطوني كوين الشرق)
يعدّ الممثل المصري الراحل محمود المليجي زعيم مملكة الشر في السينما المصريّة على الرغم من لعبه أدواراً عدّة غير شريرة.
المليجي المولود في مصر عام 1910 أتقن لعب شخصيّة رئيس العصابة الخفي، وبسبب براعته في التمثيل، بات يُلقّب بـ"أنطوني كوين الشرق".
عمل المليجي في السينما والتلفزيون والمسرح ولم يملّ من تقديم أدوار الشر حتى في آخر أفلامه "أيوب" عام 1983 الذي توفّي وهو يصوّر مشاهده الأخيرة.
توفيق الدقن
إلتصقت صفات شخصيّاته الشريرة التي لعبها بحياته العامة. فالكثير من الناس خلطوا بين التمثيل والواقع وهذا يعود لمهاراته في التمثيل لدرجة إقناع المشاهد بأنّ ما يراه حقيقة.
هو توفيق الدقن الذي أُعجب بتمثيل محمود المليجي، فلحق به إلى أدراج المهنة.
لم يترك شخصيّةً إلّا و أدّاها، كالحرامي والسكّير والمتسكّع والمغتصب ورئيس العصابة.
نجح توفيق الدقن في خلط الكوميديا بالشر و إشتهر بجملٍ قالها في أفلام إنطبعت حروفها في الذاكرة الشعبيّة المصريّة، كجملته الشهيرة "ما فيش أحلى من الشرف" و عبارته "اه اه يا أكسلنس".
عادل أدهم "البرنس"
رغم شخصيّته الإجتماعيّة الودودة، إلّا أنّه كان من النادر أن ترى الممثل الراحل عادل أدهم في أدوارٍ لا تتّسم بالشر.
ترك عادل أدهم الرياضة واتّجه إلى التمثيل و أثبت لأنور وجدي الذي لم ينصحه بالتمثيل، بأنه يتقنه.
هذا و نال جوائز من الهيئة العامة للسينما، والجمعيّة المصرية لكتّاب ونقّاد السينما، والجمعيّة المصرية لفن السينما.
وفي العام 1985، حصل على جائزةٍ في مهرجان الفيلم العربي في لوس أنجيليس في أمبركا، و تمّ تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي 1994، والمهرجان القومي الثاني للأفلام المصريّة العام 1996.
إستحقّ عادل أدهم لقب "البرنس" في السينما، فهو صاحب النفوذ القوي الذي يعرف كيف يذلّ فريسته..
من أعماله: "صاحب الإدراة بواب العمارة"، "أنا المجنون" و"القرش" .
زكي رستم
من الممثلين الذين برعوا أيضاً في تجسيد شخصيّة الشرير، كان الفنان زكي رستم الذي يُعدّ من أهم الممثّلين في السينما المصريّة.
جاء إلى مهنة التمثيل من خلفيّةٍ رياضيٍّة كعادل أدهم، حيث كانت رياضة حمل الأثقال هي هوايته المفضّلة و فاز بلقب بطل مصر الثاني في حمل الأثقال للوزن الثقيل.
بلغ رصيده الفني من الأفلام 240 فيلماً، فكان نموذجاً رائعاً للنجم السينمائي المنفرد في مواهبه، والذي يقوى على تقمّص أي شخصيّة مهما تعدّدت حالاتها النفسيّة ومواقفها المتقلّبة والمتلوّنة.
فكان لا يكاد ينتهى من أداء موقف من المواقف أمام الكاميرا، حتى تتصاعد موجةٌ من التصفيق في مكان التصوير.
جميل راتب
من مدرسة الحقوق الفرنسية وإكمال دراسته في باريس في المجال نفسه، إلى الخوض في تجربة التمثيل التي شكّلت هاجساً لديه.
فبدأ في التمثيل مذ كان في العاصمة الفرنسيّة، باريس.
وفي بداية الأربعينات، حصل على جائزة الممثل الأوّل وأحسن ممثّل على مستوى المدارس المصريّة والأجنبيّة في مصر.
وكان فيلم "الصعود إلى الهاوية" نقطة التحوّل الرئيسيّة في مشواره مع السينما المصريّة، ليخوض غمار الفن في كل أشكاله و يتميّز في أدوارٍ عدّة منها أدوار الشر.
غسان مطر
إشتهر الممثل الفلسطيني غسان مطر بأدوار الشر التي جّسد فيها شخصيّة رئيس العصابة المجرم.
إسمه عرفات داوود حسن المطري ومن مواليد مخيم البداوي في شمال لبنان.
بدأ مشواره الفنّي في أعمالٍ تعبّر عن الكفاح الفلسطيني.
وبإنتقاله إلى السينما المصريّة، كثّف أدواره في الشخصيّات الشريرة ومن أهمّها دوره في فيلم الأبطال "فيلم" أمام فريد شوقي وأحمد رمزي، و قام بدور بارز في الفيلم التلفزيوني "الطريق إلى إيلات" الذي يحاكي القضيّة الفلسطينيّة.
علي الشريف
كانت بداية الممثل المصري علي الشريف مع فيلم "الأرض" للمخرج يوسف شاهين وقد مثّل في معظم أفلام شاهين اللاحقة حتى وفاته.
كذلك، تألّق في فيلم "أفواه وأرانب" إلى جانب فاتن حمامة وفريد شوقي ومحمود ياسين وفيلم "المتسوّل" إلى جانب النجم الكوميدي عادل إمام في شخصيّة زعيم المتسوّلين.
إشتهر الشريف بصوته الأجش وإتقان أدوار الشر التي لازمته في أغلب مسيرته الفنيّة.
نصر سيف
هو أشهر كومبارس أدّى أدوار الشر في تاريخ السينما المصريّة وقد رافق العديد من النجوم في أعمالٍ سينمائيّة ومسرحيّة كمسرحيّة "شاهد ما شفش حاجة" مع عادل إمام.
فـ "سمعة الأقرع" كان يعمل جابياً للفواتير في شركة الكهرباء، وكان يهوى التمثيل قبل أن تصبح مهنته، وكان شكله المميّز وصلعته الشهيرة كفيليْن بجعله واحداً من أهم نجوم الشر في الستينات.
أشهر العبارات التي تذكّر المشاهدين به هي: "ينصر دينك يا أستاذ خليفة".