دفعت القوات المسلحة في مصر مجموعات قتالية تدعم عمليات التأمين لدير سانت كاترين، الذي عاش ليلة صعبة أمس الثلاثاء، وسط ضياع الحقيقة حول تعرض الدير لهجوم إرهابي على يد مجموعة مسلحة، أم أن إطلاق النار الذي شهده يعود إلى خطأ من أحد الجنود التابعين لنقطة التأمين الخاصة به. 

هذا التخبط أثار تساؤلات حول طبيعة هذا الخطأ الذي قد يؤدي إلى مصرع ضابط وإصابة 4 من رجال الشرطة؟

نصف مليار دولار الرسوم السنوية للدير

 ما حدث في الدير ، تسبب في اهتمام عالمي لمتابعة آخر المستجدات نظراً لأهمية الدير الذي يأتي له السياح من جميع أنحاء العالم، باختلاف جنسياتهم وديانتهم، والدليل أن رسوم الدخول تصل إلى نصف مليار دولار سنوياً.

الأقدم في العالم

 هو أقدم دير في العالم، بمنطقة سانت كاترين أسفل جبل كاترين وأعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى الذي كلم الله فيه النبي موسى، وتلقى الوصايا العشر أعلاه.

ويعد الدير مزاراً سياحياً دولياً كبيراً على الرغم من أنه كان منعزلاً وسط جبال سيناء الشاهقة، وذلك في ظل صعوبة الوصول إليه، حيث يعتبر أقرب مطار إليه هو شرم الشيخ.

كهنة ورهبان الدير لا يكونوا مصريين أو عرب

الدير لا يوجد عليه أية وصايا أو سلطة من الكنائس الكبرى، فلا يخضع لسلطة أي بطريرك أو مجمع مقدس، ولكن الأقرب إليه روحياً ودينياً هي بطريركية القدس.

رهبان وكهنة الدير على مر الزمان ليسوا مصريين أو عرب، إذ يأتون من اليونان، على نفس نسق كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس.

حكاية القديسة كاترين المثقفة والجميلة

تم بناء الدير بعد أوامر من الإمبراطورة هيلين أم الامبراطور قسطنطين، ولكن الهيكل البنائي للدير تم في عام 545 ميلادية من جانب الإمبراطور جستنيان، ليحتوي رفات القديسة "كاترين".

ولدت كاترين في الاسكندرية بعد ميلاد المسيح بما يقرب من 200 سنة . خرجت من عائلة أرستقراطية، وكانت تتمتع بقدر كبير من الثقافة والجمال.

وآمنت بالمسيحية في مواجهة أحد أهم المضطهدين، وهو الأمبراطور مكسيمينوس.

وبعد رحيلها بثلاثة قرون، رأى أحد رهبان الدير رفات القديسة كاترين في منامه، فنقله ووضعت داخل هيكل الكنيسة بصندوق رخامى.

الشجرة التي حيّرت العالم

شجرة "العليقة" المقدسة الموجودة داخل الدير ، هى التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه، ولا يوجد للشجرة مثيل فى العالم، فهي غريبة ليس لها ثمار وخضراء طوال العام، وتوجد جذورها داخل الدير أما الأغصان في الخارج.

والشجرة هي في الأساس النار التي اهتدى بها سيدنا "موسى" للحديث مع ربه. 

ومن عجائب الشجرة، أنه في حال اقتلاع غصن منها، يظل أخضر ولا يموت، ولا يمكن أن يزرع مثيل للشجرة بغصونها في أي مكان في العالم حتى لو كان على حدود الدير.