لا يمكن اعتبار زيارة العاهل المغربي إلى كوبا زيارة عادية حتى لو لم تعني هذه الزيارة إشارة إلى عودة العلاقات الديبلوماسية. 

لطالما كانت كوبا على خلاف مع المملكة المغربية لدعمها جبهة البوليساريو الإنفصالية، والتي تتطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب.

وعلى مدار 37 سنة، وفي عهد الزعيم الكوبي الراحل فيدال كاسترو، كانت كوبا من أهم الداعمين لجبهة البوليساريو عسكرياً وسياسياً وفتحت جامعاتها ومدارسها لأفراد مخيمات تندوف والصحراويين الراغبين في استكمال التحصيل العلمي. 

ومنذ زمن طيل، لا تجمع الدولتين أية علاقة ديبلوماسية.

زيارة الملك محمد السادس إلى كوبا كانت بداعي السياحة، واصطحب معه زوجته لالة سلمى ونجله ولي العهد الأمير حسن وإبنته لالة خديجة.  

واختار الملك أن تكون وجهته جزيرة "كايو سانتا ماريا"  ضمن أرخبيل "خردينيس ديل ري"، شمال محافظة "Villa Clara" الكوبية.

و كانت أولى وجهات العاهل المغربي زيارة العاصمة الكوبية  والإقامة بفندق ساراتوغا في هافانا القديمة، مما أدى إلى تعزيزات أمنية مشددة بمحيط الوحدة الفندقية. 

ويعتزم الملك زيارة المركز الحضري فاراديورو، المعروف بتسميه "الشاطئ الأزرق" التابع لمحافظة متانثاث.

وتتزامن الزيارة مع عيد ميلاد ولي عهده الأمير حسن الذي يطفىء شمعته الرابعة عشر في الثامن من أيار/مايو المقبل.

كيف تابعت وسائل الإعلام زيارة الملك إلى كوبا؟

علّقت وسائل الإعلام المغربية على زيارة الملك إلى كوبا باعتبار أنها تهدف لمحاصرة جبهة البوليساريو وأن تبعاتها السياسية ربما تكون بكف يد كوبا عن دعم الجبهة الإنفصالية في وادي الذهب. 

أما وسائل الإعلام الصحراوية، فقد شككت في أن يستغل الملك محمد السادس زيارته إلى كوبا، لتغيير موقف البلاد من نزاع الصحراء، والتوقف بشكل كامل عن دعم البوليساريو. 

أما وسائل الإعلام الكوبية فركّزت إهتمامها على الجانب السياحي للزيارة والتي  يمكن أن تسهم في تنشيط السياحة في البلد اللاتيني، بدون أن تسلط الأضواء كفاية على الجانب السياسي للزيارة الأولى من نوعها إلى كوبا.