يحاول المرء الإنسحاب من ضوضاء العمل أو من حياة المدينة لقرابة ساعتيْن من الوقت، عبر الذهاب إلى صالة السينما للإستمتاع بفيلمٍ يأخذه بعيداً إلى عالم الخيال، وربّما الهروب من الطقس الحار في الخارج.إلّا أنّه هناك دائماً عوامل قد تفسد هذه التجربة وإليكم مجموعة منها:

التحدّث وإستخدام الهاتف

 خلال الفيلم هناك مجموعة من الأشخاص تعمد على الدوام إلى طرح الأسئلة خلال الفيلم، وكأنّ الشخص الجالس بجانبهم يدرك حبكة الفيلم كاملةً و يعرف خباياه. 

وهناك مجموعة أخرى تريد دائماً أن تبدي إندهاشها من ما تشاهده، "يا إلهي لقد قتله.. أرأيت ما حدث؟" وفي الجانب الآخر، هناك أشخاص لا يهمّهم الفيلم بتاتاً، فيعمدون إلى فتح الأحاديث الجانبيّة، ظنّاً منهم أنّ الصوت المنخفض لن يؤثّر على باقي القاعة. 

كما أنّ للتحدّث على الهاتف حيّزاً مهمّاً من إنزعاج مرتادي السينما؛ فالشخص الذي يستخدم هاتفه، ولو للحظاتٍ قصيرة، بإمكانه أن يزعج جميع الحضور عبر الوشوشة أثناء الفيلم.و يعمد بعض المراهقين إلى تصوير أغلب مقاطع الفيلم على "ستوريز" منصّات التواصل الإجتماعي، مثل "سنابشات" و"انستغرام" و"واتساب". 

و يرتبط الأمر المذكور سابقاً بدرجة سطوع الشاشة التي بإمكانها أن تكون مزعجةً إلى حدٍّ كبير؛ فالقاعة الداكنة مع وجود مصدر ضوءٍ قويٍّ من جانب المقاعد بإمكانه أن يفسد متعة الفيلم بأكمله. 

أصوات الأكل والشرب

يعتبر الفشار من أساسات الطعام في قاعات السينما، إلّا أنّ صوت الطعام قد يصبح مزعجاً للغاية بشكلٍ خاص خلال الأفلام التي تعتمد على الصوت الخافت، فيصبح صوت نقرشة الفشار مزعجاً للغاية، من دون نسيان صوت رشف المشروبات من القشّة. وكان أحد كبار المخرجين الروس أندريه كونشالوفسكي قد إقترح منع الفشار من صالات السينما للإستمتاع بشكلٍ أكبر أثناء مشاهدة أفلامه "لأنّ صوت الفشار بإمكانه أن يكون مشتّتاً".

التصرّفات الفرديّة

 يعمد البعض، مع غياب الرقابة داخل السينما، إلى رفع الرجليْن على المقاعد المواجهة لهم، حتى في حال جلوس أحدهم على تلك المقاعد. فيضطرّ المرء إلى تحمّل رائحة القدميْن ورفسات المقعد، وصوت نعال الشبشب بين الحين والآخر. كما يعمد البعض إلى رمي ما تبقّى من الفشار على الأرض عند الإنتهاء من الفيلم، وكأنّه من الضروري أن يتعذّب العامل في السينما في التنظيف. 

هذا و يحاول البعض التذاكي على إدارة السينما، عبر إشعال السيجارة وتنفيخها في غير مرأىً من أحد، إلّا أنّ الرائحة المحتوية داخل قاعة مغلقة لن يكون بالإمكان إخفاؤها لفترةٍ طويلة، و ستفسد الفيلم كاملاً.

الأطفال

 هناك العديد من الأفلام المخصّصة للأطفال والعائلات، ومن الطبيعي أن يحضر هؤلاء الأطفال من مختلف الأعمار إلى قاعة السينما، حيث يتصرّفون بشكلٍ طبيعيٍّ مع كل مشهد، إمّا بالتصفيق أو البكاء أو الصراخ. إلّا أنّه من غير الطبيعي أن يجلب الأهل معهم الأطفال، وخصوصاً الرضع، إلى الأفلام المصنّفة للراشدين، أو أفلام الرعب التي تعتمد على السكون. والأسوأ يبقى دائماً في الأهل الذين يبقون داخل القاعة على الرغم من بكاء أطفالهم.

الرقابة

باتت الرقابة على الأفلام السينمائيّة أمراً شبه طبيعيٍّ في منطقتنا العربيّة، وقد يتساهل المرء مع إقتطاع بعض المشاهد وخصوصاً الجنسيّة منها. 

إلّا أنّ الأمر يصبح مزعجاً عندما يتمّ حذف بعض المشاهد الأساسيّة من فيلمٍ لسببٍ آخر عن المذكور، فيضيع معه معنى بعض المشاهد، أو حتى الفيلم برمّته. 

كما أنّ بعض الموزّعين للأفلام، يعمدون إلى كتم صوت الممثل أثناء تلفّظه ببعض الكلمات النابية، ولكن في الوقت نفسه، يعمد المترجم إلى ترجمة هذه الكلمات في أسفل الشاشة.