مصر البلد الكبير والمترامي الأطراف...

وسط عاصمتها ومدنها المزدحمة، توجد فيها شوارع وكباري وميادين وأنفاق تحمل أسماءً لأيّامٍ هي تاريخيّة.

ولكنّ الكثيرين لا يعرفون ماذا حدث في تلك الأيّام حتى تمّ تكليل الذكرى في شوارع وطرق محوريّة.

فمثلاً يوجد في مصر، كوبري 6 أكتوبر، وهو أحد الكباري الرئيسيّة في العاصمة القاهرة.

والكثيرون يعرفون أساس هذا التاريخ الذي سُمّيت عليه أيضاً مدينة كبرى.

ففي هذا اليوم، كانت حرب أكتوبر التي إنتصر فيها الجيش المصري على إسرائيل عام 1973 لإستعادة شبه جزيرة سيناء.

ولكن هناك كوبري 15 مايو، ومحور 26 يوليو، وأيضاً ميادين وشوارع على يوم 23 يوليو، وحتى 30 يونيو و25 يناير.

فكل هذه تواريخ أُطلقت على شوارع وميادين مرتبطة بأحداثٍ زمنيّة ليست بعيدة. تعالوا نتعرّف على هذه الأيّام التي يسير فيها وعليها المصريّون من خلال طرق وكباري وشوارع.

15 مايو... كوبري شهير في القاهرة

يشقّ منطقة الزمالك الراقية، كوبري 15 مايو، الذي يربط ضاحية المهندسين، مروراً من فوق فرعيْن للنيل، لتكون نهايته إمّا على كورنيش ماسبيرو أو حي بولاق أبو العلا.

يوم 15 مايو متعلّق بما يُسمّى "ثورة التصحيح"، التي قام بها الرئيس المصري الأسبق عام 1971 للتخلّص من رجال الرئيس جمال عبد الناصر، الذين كانوا يزاحمونه على السلطة و ينوون الإطاحة به، فأصدر أوامره باعتقالهم، و تخلّص من "مراكز القوى" بفتح المعتقلات للسياسيّين وإخراج من فيها، الأمر الذي أدّى إلى صناعة شعبيّة لـ"السادات"، وأيضاً إنفراده بالسلطة نهائيّاً.

26 يوليو... محور وشوارع وميادين منتشرة

لا يتعلّق تاريخ 26 يوليو بشارعٍ واحدٍ أو ميدان.

فهو منتشر إسمه في شوارع وميادين في كل المحافظات، ولكن في القاهرة يوجد شارع 26 يوليو الرئيسي في وسط البلد، ليستكمل بمحورٍ عبارة عن طريقٍ سريع يربط القاهرة بالمدن الجديدة مثل 6 أكتوبر والشيخ زايد، وأيضاً يتمّ الخروج منه على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي.

ولليوم ذكرتان عند المصريّين، الأولى 26 يوليو عام 1952، عندما تنازل الملك فاروق عن العرش و خرج على متن يخت "المحروسة" مغادراً مصر للأبد، والثانية في 26 يوليو عام 1956المتعلّق بتأميم قناة السويس كشركة مساهمة مصريّة، بعد أن كان مسيطراً عليها من إدارة أوروبّية فرنسيّة.

23 يوليو...شوارع عمرها 60 سنة

المئات من الشوارع والميادين في مصر يُطلق عليها إسم 23 يوليو، في طنطا والإسكندرية وأسيوط وسوهاج ومرسى مطروح والعريش.

فلا تخلو مدينة مصريّة من إطلاق هذا التاريخ على شوارعها، والمرتبط بحركة ضبّاط الجيش في عام 1952من خلال جمال عبد الناصر ورفاقه الـ1، بالتحرّك ضدّ الملك وإنهاء النظام الملكي الوراثي الممتدّ من عام 1805و يُطاح بالملك و يبدأ النظام الجمهوري.

30 يونيو...محور جديد وإستاد وشوارع

تاريخ حديث هو 30 يونيو، عمره لا يصل إلى 4 سنوات، أُطلق على الكثير من الشوارع والميادين في المحافظات، و أُطلق على إستاد كروي تابع للقوات المسلّحة، ومحور طوله 105 كيلومترات يبدأ من جنوب محافظة بورسعيد، و يمرّ في الطريق الدولي الساحلي بورسعيد - دمياط، و يمتدّ جنوباً حتى يتقاطع مع طريق القاهرة -الإسماعيليّة الصحراوي.

و أصبح لهذا اليوم تميّزاً في عام 2013 عندما خرج ملايين المصريّين في الشوارع للإطاحة بحكم  الرئيس الأسبق محمد مرسي، و تُدوَّن كثورةٍ تُستكمل بإطاحة القوّات المسلحة بنظام مرسي.

25 يناير...تاريخ لم يأخذ حظّه في الشوارع والميادين

منذ 5 سنوات، قامت الدولة في مصر بإطلاق إسم "25 يناير" على عددٍ من الشوارع والميادين، لكنّ الإختلافات السياسيّة محست هذا التاريخ من على شوارع سُمّيت به.

إلّا أنّه لا تزال هناك شوارع تحمل هذا التاريخ في الجيزة والشرقيّة والدقهليّة وسوهاج.

و25 يناير مرتبط بالثورة الشعبيّة التي قام بها الشباب المصري في عام 2011 ضدّ نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك لتستمرّ 18 يوماً و تنتهي بإستلام المجلس العسكري إدارة شؤون البلاد و تُعقد أوّل إنتخابات رئاسيّة حقيقيّة في عام 2012.