هل فكّرتم من قبل لماذا يظهر الناس قديماً في الصور واللوحات بوضعيّاتٍ جديّة ومن دون الإبتسام إلى الكاميرات؟ 

تمكّن المؤرّخون من أن يدرسوا هذا اللغز الغريب ليستنتجوا أنّ السبب يعود لقلّة نظافة الفم والأسنان، وجديّة المناسبات قديماً.

و إستمرّ هذا التحليل حتى درس المُحاضِر والمصمّم والكاتب نيكولاس جيفس هذا اللغز و توصّل لإستنتاجاتٍ أخرى.

و أكدّ جيفز أنّ السبب ليس قلّة نظافة الفم أو الأسنان... حتى أنّ الأسنان "القبيحة" لم تكن شيئاً غريباً أو إستثنائيّاً، بل كانت شيئاً شائعاً وعاديّاً بين الناس ولم تشكّل أيّ مشكلةٍ أو إحراجٍ في الصور.

إذاً، ما هو السبب الحقيقي وراء عدم ظهور الناس في الصور مبتسمين قديماً؟

كتب جيفز أنّ السبب الحقيقي هو كيف كان ينظر الناس إلى الإبتسامة حينها. اليوم، تدلّ الإبتسامة على الفرح والسعادة والدفء، لكن من قبل، لم تكن تدلّ على هذه المشاعر الإيجابيّة.

فقبل القرن 17 في أوروبا، كانت الإبتسامة مرتبطةً بالفقير والداعر والسكران. لذلك، كل من كان يريد أن يبدو من الطبقة الراقية أو الغنيّة، كان يتجنّب الإبتسام.

ولهذا السبب، لا نرى الشخصيّات التاريخيّة المهمة بوضعيّاتٍ تُظهر إبتسامتهم. ومثال على ذلك هو الرئيس أبراهام لينكولن الذي كان معروفاً بشخصيّته المرحة وبخفّة دمه التي لا نراها في الصور. 

وحتى اليوم، نربط لينكولن بالشخصيّة الجديّة والصارمة بسبب ملامحه في الصور.